موسوعة العسل ومنتجات النحل
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَأَوحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعرِشُونَ، ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسلُكِي سُبُلَ رَبِّـكِ ذُلُلاً يَخرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مَّختَلِفٌ أَلوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لّلِنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَةً لّـِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ }.(سورة النحل،
سوف نتناول في هذه الموسوعة بمشيئة الله تعالى طالبة منه العون لإكمالها على أحسن وجه ونتناول فيها مادة معروفة " العسل " ولكن سوف نعرّج على ما تنتجه هذه الحشرة المباركة من . العسل . الشهد . الشمع . البروبلس أو الكعبر أو الصمغ أو راتينج النحل . الغذاء الملكي . حبوب اللقاح أو حبوب الطلع . وأخيرا سمّ النحل , مع لمحة مختصرة على سلوك هذه الحشرة .
أولا العسل :
أنواع العسل . مكونات العسل . وفوائد العسل . تخزين العسل . الاستشفاء بالعسل . تحبيب العسل " تبلور العسل " الطرق التي نكتشف بها أ العسل مغشوش .
أنواع العسل :
كان العسل في السابق مجهول الهوية حيث تجمع أقراص النحل الموجودة في جحور الجبال وشقوق الأشجار بطريقة بدائية تم يسخن على النار لفصل الشمع على العسل مما يفقد العسل الكثير من الفائدة , أما اليوم وبالطرق الحديثة بأواني نظيفة مصنوعة من استيل وآلات طرد مركزي تفصل العسل وتبقي أقراص الشمع سليمة تعاد للنحل مرّة أخرى كما يتنقل النحالون بالنحل أينما وجدت المراعي الخصبة يحث يتنقلون به ليلا عندما يعود من المراعي للخلية على سبيل المثال عسل الموالح " اللوزيات والمشمش والليمون والبرتقال "وعسل البرسيم والذي يميل لونه إلى اللون الأصفر يشبه الزيت , والعسل الربيعي وعسل الصنوبر وعسل الزعتر أما عسل السدر وعسل زهرة القطن يكون داكن اللون وأكثر كثافة وعسل حبة البركة يكون يتميز باللون الأسود القاتم ويعد السدر من الأشجار المنتشرة بكثرة في وطننا العربي ويستفاد منه في إنتاج عسل السدر الذي يعتبر أجود أنواع العسل وأغلاها ثمناً.وهناك الكثير من الدول التي تقوم بإنتاج العسل ويبلغ إنتاج العالم من العسل سنوياً ما يزيد على مليون طن.
مكونات العسل :
ماء 16%
سكر فواكه(فركتوز) 41%
سكر عنب (جلوكوز) 34%
سكر قصب 3%
(أملاح) 0.81 %
دكسترين 1.7%
بروتين 0.3%
نيتروجين 0.4 %
مواد غير معدنية % 3.43
كما يتكون العسل من السكر والبروتين والأملاح المعدنية مثل " الحديد والكالسيوم والكبريت والنحاس والمنجانيز والفسفور والصوديوم .
لأملاح المعدنية الموجودة في العسل
يوجد بالعسل كميات قليلة من الأملاح المعدنية إلا أنها تزيد القيمة الغذائية للعسل عن غيره من المواد السكرية الأخرى , ومن هذه العناصر ما يساعد الهيموجلوبين على القيام بوظائفه كالحديد والنحاس والمنجنيز, ويحتوى العسل على العناصر المعدنية التى تدخل فى
تكوين ( كروماتين ) الخلايا مثل: الحديد والفسفور، فتساعد على قيام الخلايا بأعمالها الحيوية, كذلك يحتوى العسل على المغنيسيوم الذي يدخل في تركيب العظام والعضلات والدم, والصوديوم الذي يوجد بكثرة في الدم وسوائل الجسم المختلفة، وبكميات أقل في الأنسجة والأعضاء الأخرى.. والكالسيوم الذي يكثر بالجسم خاصة في العظام والأسنان والدم, والكبريتوهو لازم لخلايا الجلد والشعر والأظافر, ويوجد اليود، وهو مهم لتكوين هرمونات الغدد الدرقية، بالإضافة إلى المنجنيز والبوتاسيوم.
الأحماض الموجودة بالعسل :
أنواع الأحماض العضوية تختلف تبعاً لمصدره, ومنها أحماض الفورميك، و الستريك، و الخليك، و اللكتيك، و البيوتريك، والتانيك, والأوكساليك، والطرطريك. ومع أن للعسل تأثيراً حمضياً، إلا أنه يعتبر مبدئياً طعاماً قلوياً, إذ أن حموضة الطعام أو قلويته تتوقف على النوع السائد من المواد المعدنية الموجودة فيه .
الإنزيمات الموجودة بالعسل:
الانزيمات مواد ضرورية للجسم لما تقوم به من دور أساسي في إتمام العمليات الحيوية داخل الخلايا في يسر وسهولة وفى درجة حرارة الجسم العادية .
من أهم الأنزيمات الموجودة بالعسل :
إنزيم الانفرتيز:
وهو الذي يقوم بتحويل السكر الثنائي (سكر القصب) إلى سكريات أحادية " فركتوز وجلوكوز" .
إنزيم الأميليز أو الدياستيز:
ويقوم بعملية تحويل النشا والدكسترين إلى سكروز .
انزيم الكاتالز:
وهو إنزيم مؤكسد- يقوم بتحليل ماء الأكسيجين إلى ماء و أكسجين .
إنزيم الفوسفاتيز:
ويقوم بعملية توليد الفوسفات .
بالإضافة إلى إنزيمات أخرى, وبعض هذه الأنزيمات مصدرها رحيق الأزهار والباقي من إفرازات النحلة نفسها, وتفقد هذه الإنزيمات في حالة تعرض العسل للحرارة المرتفعة، أو سوء الحفظ والتخزين.
الفيتامينات الموجودة بالعسل
معظم هذه الفيتامينات والتي سوف نذكرها مصدرها حبوب اللقاح ، ولذلك فإن محاولة
تخليص العسل من حبوب اللقاح هي محاولة لتخليصه من هذه الفيتامينات المهمّة .
هذا فضلاً على أن العسل يحتفظ بالفيتامينات سليمة على عكس كثير من الخضروات والثمار, فالسبانخ- مثلاً- تفقد 50 % من فيتامين (ج) الموجود بها خلال الأربع والعشرين ساعة الأولى من قطفها, وكذلك فإن بعض الثمار تفقد كثيراً من فيتاميناتها بالتخزين, أما العسل فإنه يحتفظ بكل ما فيه من فيتامينات إذا ما حفظ جيداً بالطريقة المناسبة وهذا ما سنطرحه في تخزين العسل بعون الله .
يحتوى العسل على أهم الفيتامينات التي يحتاجها الجسم
الكاروتين:
ومنه ينتج فيتامين( أ ) واللازم لنمو الجسم والمحافظة على خلايا الجلد, ومن المعروف أن الكاروتين يتم تحويله إلى فيتامين ( أ ) فى الكبد, ولهذا الفيتامين دور هام في الإبصار وسلامة القرنية والملتحمة, ونقصه يؤدى كثيراً إلى العشى الليلي، والتهاب الجلد، وضعف عام بالجسم، وتأخر في النمو.
فيتامين ب1 ( ثيامين ) :
وهو مهم في عملية تمثيل المواد الكربوهيدراتية داخل الجسم والاستفادة منها, وهو ضروري للوقاية من التهاب الأعصاب المؤدى إلى مرض البرى برى, كما أن له أهمية قصوى فى انتظام عملية الهضم والمحافظة على الشهية للطعام, كما أظهرت التجارب أن لفيتامين (ب) تأثيراً على الغدد الصماء . كما تتأثر الغدد التناسلية في كلا الجنسين الأنثى و الذكر بنقص هذا الفيتامين .
فيتامين ب2 ( ريبوفلافين ) :
مهم جداً لحيوية الجسم، ويساعد على تأخير الشيخوخة, ونقص هذا النوع من الفيتامين يؤدى إلى تشقق الشفاه في زوايا الفم ، ويصبح الجلد حول الشفاه خشناً, كما أن نقص هذا الفيتامين يؤثر على العين، حيث لا تستطيع العين تحمل الضوء، وتكثر الدموع مع الشعور بحرقان مما يؤدى إلى تورمها, وتظهر خشونة في الأجفان، وتصبح العين مجهدة ضعيفة الرؤية, وقد دلت الكثير من التجارب على أن العسل يحتوى على كمية كبيرة من الريبوفلافين بما يعادل الموجود منه في لحم الدجاج، أو ما يعادل سبعة عشر ضعفاً كالموجود في بعض الفواكه مثل المشمش الطازج، وستة عشر ضعفاً كالموجود في عصير العنب والتفاح الطازج، وخمسة أضعاف الجبن القليل الدسم والفراولة والجزر.
فيتامين ب3 (بانتوث****):
وهو مهم لتكوين مادة (الأستيل كوليد) اللازمة للجسم, ونقصه يؤدى إلى:
إتلاف الغدد الكظرية (غدد معروفة فوق الكلى)، وبياض الشعر وتساقطه، وتقرحات في
القناة الهضمية، واضطرابات في الجهاز العصبي.
فيتامين ب5 (نيكوتنيك أو نياسين):
وهو الفيتامين المانع لمرض البلاقرا أي (مرض خشونة الجلد), وتشمل أعراض البلاقرا ثلاثة أجزاء: الجلد و الأغشية المخاطية والجهاز الهضمي, حيث يصاب الجلد بالتشقق فى الأجزاء المعرضة لأشعة الشمس كالأيدي والأرجل والرقبة، فيصبح الجلد خشناً، وقد وأحيانا يكون متقرحا , أما الأغشية المخاطية: فيحدث التهاب فى الأنف والفم والحنجرة , ويحمر لون الفم ،ويلتهب اللسان ويتورم مع تكوين تقرحات على جانبيه. وفى الجهاز الهضمي يحدث نقص هذا الفيتامين اضطرابات مما يقلل إفراز حمض الأيدروكلوريك, وقد يحدث إسهال شديد في الحالات الحادة, وهناك أعراض أخرى كالإصابة باضطرابات الأعصاب، والصداع، وشلل الأطراف، وضعف في الذاكرة.
فيتامين ب6 (بيريدوكسين):
وهو هام في عملية تمثيل المواد الروتينية، كما يحافظ على التوازن والتبادل الغذائي داخل أنسجة الجسم, ونقصه يسبب : التهاب في الجلد، واضطرابات الأعصاب، وضعف العضلات.
فيتامين ج (الأسكوربيك):
يعتبر العسل من أغنى المصادر الطبيعية بهذا الفيتامين, فهو أغنى من كثير من الخضروات والفاكهة, ذلك أن حبوب اللقاح الموجودة بالعسل غنية جداً بهذا الفيتامين، حيث تحتوى حبوب اللقاح على الفيتامين أكثر مما تحتويه الثمار نفسها.
ووجود هذا الفيتامين مهم للجسم، فهو يزيد من مقاومة الجسم للسموم، ويساعد على تكوين مادة (الكولاجين) فى العظام والأوعية الدموية, كما يساعد الجسم على امتصاص الحديد وتكوين كرات الدم الحمراء، ويحافظ على خلايا الكبد من التلف.
ونقص هذا الفيتامين يؤدى إلى المرض المعروف باسم الإسقربوط, ومن أعراضه: النزيف نتيجة ضعف مقاومة الشعيرات الدموية, تورم اللثة وتقرحها وإدماؤها، مما يؤدى إلى خلل في تكوين الأسنان.
كما يؤدى نقص هذا الفيتامين إلى خلل الجهاز التناسلي، وتتلف خلايا العضلات بما فيها عضلات القلب مما قد يسبب تضخمه.
وبالعسل كميات صغيرة من فيتامين (هـ)أو البيوتين الذى يساهم فى عمليات التمثيل الغذائى, ونقصه يؤدى إلى جفاف والتهاب الجلد, ونقص الهيموجلوبين، وكذا جفاف الأغشية المخاطية.
وبالعسل أيضاً كمية قليلة من حمض الفوليك الذي يساعد الجهاز الهضمي على القيام بوظائفه على الوجه الأكمل، وتكوين كرات الدم الحمراء, ونقصه يؤدى إلى الأنيميا الخبيثة وأمراض الكبد والبنكرياس. كما وجد أيضاً بالتجارب التي أجريت في تغذية الكتاكيت والفئران كذلك العسل يحتوى على كميات من فيتامين (ك) الذي يساعد على تجلط الدم.