كيف نتعامل مع انواع المس ؟

[b]بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ونحن هنا لانتكلم عن العارض كونه خادم سحر او عين 00 فقط المس


كثير من المعالجين والرقاة وكذلك المصابين يتعاملون مع جميع انواع المس بطريقة علاجية واحدة
والحقيقة هذا من اكبر الاخطاء والتي بالتالي تؤدي الى تأخر الشفاء او حتى عدمه

فالمس عادة يكون على ثلاثة اشكال : مس آذى ومس إنتقام ومس عشق
وكل من هذه الانواع له طريقة خاصة في التعامل معه وعلاجه ومن يقول بغير ذلك فهو قليل خبرة في الرقية الشرعية عامة وعديم معرفة في انواع المس خاصة

كما ان هناك اعتبارات وضرورات يجب ان يعرفها كل من المعالج او المصاب قبل البدء في علاج اي نوع من انواع العارض سواء وهذا الجزء ينطبق ايضاً على خادم السحر والعين

ومن هذه الاعتبارات :

1- معرفة نوع العارض ( فصيلته او مرتبته في عالمه )
2- معرفة ديانته ولو ان بعضهم يجيد التمثيل
3- معرفة سبب دخوله للجسد المصاب
4- معرفة المدة التي مكث فيها داخل الجسد
5- معرفة سكنه داخل الجسد
6- معرفة مدى خبرته في المكر والاحتيال من عدمها

وبدون هذه الاعتبارات لاقول ان المريض لايشفى او المعالج لن ينجح ولكن متى ؟ فقد يطول ذلك سنين لايعلمها إلا الله سبحانه

ومن هنا تجد كثير من المعالجين او المرضى على حد سواء لايتقدمون في كثير من جهودهم او انهم يتقدمون ببطء شديد


فمس العشق مثلاً ومس الانتقام : لاينفع معهما التشدد او العنف او الاستفزاز او الضغط او القتال سواء كان ذلك بالسور والايات او بوسائل اخرى اطلاقاً بينما تنفع هذه الاساليب مع مس الاذى

لان مس الانتقام لايُعتبر ولا نتعامل معه على انه ظالم او معتدي فهو صاحب حق بالتالي يجب ان نتعامل معه بالحسنى واللين حتى يتنازل عن حقه وهو مقتنع ودون ذلك لايجدي معه اسلوب آخر 00 وربما زاد من انتقامه للمريض وللمعالج كلاهما ينظر اليهما انهما اعداء


وكذلك مس العشق 0 فمتى اصبح عاشقاً او زانياً كما يسميها البعض فهو لن يتنازل عن الجسد بسهولة وهو يعتبر نفسه مالكاً للجسد وصاحبه 0 فالعنف معه والقسوة في بداية العلاج هي غباء وعجلة يرتكبها كثير من الرقاة والمعالجين يدفعهم لذلك ربما تكبير الاشياء واعطائها اكثر من حجمها والمحاولة في القضاء عليها بأتجاه معاكس تماماً للهدوء والاحتيال والاقناع للعارض 00 ولابد لمس العشق والانتقام ان يتركان الجسد بقناعة ورضاء وإلا لن يتركوه بسهولة


ولا يعني كلامي هذا ان نترك الزمام في ايدي الجن سواء كان كافر او مسلم ولكنه ايضاً لايجب ان نفرد العضلات ونزمجر في كل شاردة وواردة 0

ولقد رأيت بنفسي كثير من الحالات تعد بالمئات وفي جميع الاصناف والديانات والفئات من العوارض رجالاً ونساءاً قد اسلموا وتنازلوا وعفوا عن المصابين بفضل من الله

صحيح نحتاج احيان للشدة معهم ولكنه ليس استفزازاً او غطرسة كذابة كما يفعل الكثير من الرقاة بل هي نوع من لفت النظر والتذكير بأننا نملك الاسلحة ضدهم ولكن لم يحن الوقت لاستعمالها 00 والجن تعرف كثير من مثل هذه الامور وغيرها عن الراقي وعن المصاب ومن هنا يستخدم هو معرفته ومكره

واذكر مرة كنت اقرأ على امرأة عارضها مارد مجوسي وكان عاشق وخادم سحر وشيطان عين في نفس الوقت 0 وقد استمرت القراءة عليها تقريباً من ستة اشهر ومازال يصر على البقاء ولم استعمل معه القوة او التشدد إلا في مرة واحدة او مرتين ان لم اكون ناسياً 00 ثم تفاجأت ليلة في نهاية الفترة انه قام يبكي بكاءاً والله العظيم اقشعر منه جلدي ودمعت عيناي لمدى الحزن الشديد والندامة منه على مامضى وحب قوي في التوبة 00 فسألته ماذا يُبكيك فقال بالحرف الواحد ( اني اردت سحبها للنار يقصد المرأة فسحبتني للجنة ) ثم اسلم مع انني دعوته كثير للتوبة والخروج ولم يفعل وسمى نفسه عبدالله 0 وهذا الموقف يعتبر من المواقف التي لا انساها حقيقة 0 وغيرها كثير والحمدلله

واوردت قليل من هذه القصة هنا ليعرف من اراد من اخواني واخواتي المعالجين والرقاة وكذلك اصحاب بعض الحالات ان قتال الجن ومحاربتهم وإخراجهم من الاجساد لايتأتى في مدة قصيرة ولا بد ان يسبقه كثير من الصبر واللين والدعوة والنداء والحكمة والموعظة الحسنة وبهذا هو ينهار يوم بعد يوم ويتأثر دون ان يشعر به المعالج او المصاب ولكن شرط الاستمرار 0 ومن المعلوم ان لمعظم العوارض داخل الاجساد اعوان سواء كانوا داخل الجسد ام خارجه وخاصة مس الانتقام وخادم السحر

ومن الاساليب النافعة ايضاً للتعجيل بالشفاء وهو مهم جداً 0 هو عنصر المفاجأة وهو والله قاتل للجن بأنواعهم سواء كان معنوياً او نفسياً او جسدياً وكل هذا مررت فيه ونفع نفعاً عجيباً بفضل من الله

إن الرقية الشرعية الصحيحة كما اعرفها
هي خليط من اساليب عدة منها الدعوة والنصيحة والهدى والموعظة والشفاء والنداء والتعريف والتذكير والتخويف ثم التهديد والوعيد ثم التعذيب ثم القتال ثم الطرد وقس على ذلك 00 ولا تقول لي انني لست فارغاً ولا انا مكلفاً فهذا غير صحيح وتحريف للحقيقة

فأنت كمؤمن مكلف في التبليغ والدعوة لله على قدر استطاعتك ومعرفتك 00 اما ان لم تكن متفرغاً فأنصحك ان تترك الرقية والعلاج لمن اتخذها سبيله وعمله حتى لاتسيء لنفسك او للاخرين من الانس او الجن 0

وليس مطلوباً منك ان تتفرغ للدعوة وتترك علاج الحالات كما يفهم ذلك البعض 0 ان المطلوب منك فقط هو التغيير والتبديل بين نيتك اثناء الرقية وبهذا يتأثر العارض بحال لايعلمها إلا الله ويرتاح صاحب الجسد وتكسب انت مكاسب جمة ولا اقصد هنا المال فهناك اهم منه كثيراً 0

فأنت ايها الراقي تعالج وتخاطب ثلاثة اشياء في نفس الوقت
1- الجسد وصاحبه
2- العارض وتذكيره
3- الداء ونوعه

فلابد ان تتذكر هذا جيداً في كل مرة وتجعلها احد الاساسيات في علاجك او قراءتك على الحالات

ارجو للجميع الاستفادة والتوفيق بأذن الله