ممارسة الرياضة ضرورة لا غنى عنها، فهي خير وسيلة لاستعادة النشاط والحفاظ على الرشاقة والتخلص من السعرات الحرارية الزائدة في الأكل ومضاعفة التركيز، والانشغال بها يبعد الواحد منا عن اكتساب سلوكيات ضارة. يُقبل الأطفال على الرياضات المتنوعة في الصغر، إلا أن للجنس تأثير على اختيار نوعية الرياضة، فالبنين يقبلون عادة على الركض وكرة القدم وألعاب الحركة، أما البنات فيفضلن السباحة والألعاب الإيقاعية.
لم يعد الهدف الأساسي من ممارسة الرياضة في الأعوام الأخيرة الحصول على جسم صحيح والتخلص من الدهون للوقاية من الأمراض، فالأمر قد تطور إلى الاهتمام بالمظهر العام للجسم والحصول على الرشاقة بهدف لفت انتباه الآخرين والحصول على إعجاب المحيطين، وكلها أمور لم تنتشر إلا في الأعوام الأخيرة بعد انتشار ثقافة العري وزوال الحرج من عرض صور لعارضي الأزياء والممثلين مجردين من ملابسهم، الأمر الذي أغرى الجماهير باتباع نهجهم ومحاولة تحسين مظهرهم الداخلي، طالما أن لمظهر الجسم أهمية في عصرنا الحالي.
يقع على الكبار عبء كبير في توعية المراهقين إلى الهدف الحقيقي من ممارسة التمارين الرياضية، وهو تنشيط الجسم ومضاعفة مقاومته، وليس الحصول على مظهر خارجي جذاب. الرياضة مهمة للجميع وفي جميع الأعمار، إلا أنها قد تفيد المراهقات بصفة خاصة ولأسباب تتعلق بطبيعتهن الفسيولوجية؛ إذ أن للرياضة دورا في تنظيم الدورة الشهرية والتخفيف من الآلام المصاحبة لها. تظن بعض المراهقات أن للرياضة تأثيرا غير مرجو عليهن أثناء الدورة الشهرية، وهذا ظن غير صحيح ويحتاج إلى إعادة نظر، خاصة وأن التجارب العلمية تؤكد أن الرياضة تفيد في هذه الفترة. لا يوجد نوع معين من الرياضة منصوح بممارسته، إلا أن السباحة من الرياضات المفيدة في هذه الفترة. في حالة تدفق الطمث بغزارة فمن المنصوح به عدم التحامل على النفس أو الإفراط في بذل مجهود عضلي قد يؤثر سلبا على الحالة الجسمانية،؛ لذا فاليوجا من التمرينات المناسبة حينها، وكذلك التمرينات الخفيفة.
أما عن أنسب الأوقات والمواعيد لممارسة الرياضة، فالرياضة مستحبة في جميع الأوقات، إلا أن كل وقت له طبيعته الخاصة، كما أن طبيعة المهام اليومية للمراهقة تتدخل في كيفية إنجاز هذه المهمة الضرورية، ومن هنا نحاول أن نلقي الضوء على بعض النصائح التي قد تساعد المراهقات على حسن استغلال أوقات اليوم دون الإغفال عن الرياضة.
الصباح
إذا كان بإمكانك مفارقة الفراش، خاصة في أيام الشتاء الباردة، فهو أمر يستحق التحية والتشجيع. انتفضي من فراشك مبكرا وابدئي في ممارسة تمرينات خفيفة في المنزل، وإذا كنت تستطيعين الخروج للركض في إحدى الساحات فلا تفوتي الفرصة. لا تفوتي فرصة الركض في الهواء الطلق وتنفس نسيم الصباح، وإذا شعرت بالكسل أو داهمك الوقت فأجلي الرياضة لوقت لاحق.
بعد الظهر
إن لم تسمح لك المهام الدراسية بممارسة الرياضة بين الحصص، فأجلي الأمر إلى ما بعد انتهاء اليوم الدراسي. ارتاحي قليلا بعد عودتك من المدرسة وتناولي الغداء ثم مارسي الرياضة ولو قليلا قبل البدء في المذاكرة. إذا وجدت نفسك في حاجة إلى وقت لمزاولة بعض المهام الأخرى فلا تغفلي عن أهمية ممارسة الرياضة ولا تستهيني بالآثار السلبية المترتبة على الإقلاع عنها.
المساء
انتظري على الأقل ساعة بعد العشاء قبل البدء في ممارسة الرياضة وعليك أيضا الانتظار لساعة أو ساعتين قبل النوم. من الأفضل أن تحاولي إقناع أفراد الأسرة، أو أحدهم، بمشاركتك كنوع من المؤازرة والتشجيع. لا تخجلي من ممارسة الرياضة في المنزل، وإذا كانت غرفتك ليس بها متسع لممارسة الرياضة فلا تترددي في الاشتراك في أحد النوادي أو صالات الرياضة.