تقوم العلاقة الحميمة علي الود والعطف والملاطفة.. أما أن تتم بالعنف والعدوان فهذا مرفوض تماما لأنه سيولد لدي الزوجة مشاعر عدائية لدي زوجها, مما يجعلها تحجم عن ممارسة هذه العلاقة لشعورها بالامتهان والدونية
لاغتصاب الزوج لها, وهذا الشعور يظل لدي الزوجة سنوات وسنوات ولا يضيع إلا بالملاطفة والحب.
* اغتصب الزوج زوجته .. فقتلته
أدينت أميمة آري نيلسون بتهمة القتل العمد وحكم عليها بالسجن 27 عاما بعد أن قتلت زوجها ويليان نيلسون 56 عاما خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر لأنه اغتصبها قبل ليلة من مقتله.
وأعلن المدعي العام في مقاطعة كوستال ميسار أندي باولوسكي لصحيفة ديلي بلوت.. أن أميمة بعد أن قتلت زوجها قامت بشي رأسه في الفرن وسلخت جلد وجهه وقلت يديه في الزيت وتناولت بعض بقاياه.
وأضاف باولوسكي إن امرأة وضعت بقايا الوليمة في أكياس قمامة ولجأت لأصدقائها السابقين وطلبت منهم المساعدة في التخلص من الأدلة مقابل 75 ألف دولار لكل منهم, ومن المقرر أن تظهر أميمة في جلسة لإطلاق السراح المشروط.
هاجرت أميمة التي كانت تعمل عارضة أزياء ومربية في مصر إلي الولايات المتحدة في عام 1986 وكانت في الـ 20 من عمرها عندما قتلت زوجها وقطعته في شقتهما بمنطقة كوستاميسا بعد نحو شهر من زواجهما, وأمام المحكمة شهد طبيب نفسي أن أميمة لبست حذاء أحمر وقبعة حمراء ووضعت أحمر الشفاة قبل أن تمضي ساعات في تقطيع جثة زوجها.. وادعي محاموها أن زوجها اغتصبها قبل ليلة مقتله..
وقال الأطباء النفسيون ومحامي أميمة إنها كانت ضحية للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة في مصر, حيث تعرضت للضرب وأجبرت علي الخضوع للختان. وعن أثر تعرض الفتاة وهي في مرحلة الطفولة لعملية الاغتصاب أو الختان وتأثيره في المستقبل علي علاقتها الجنسية بزوجها .
يقول الدكتور سامي حنفي ـ أستاذ أمراض الذكورة بكلية طب بنها ورئيس شرف الجمعية المصرية لأمراض الذكورة: في البداية أود أن أوضح أن هذه السيدة مريضة نفسيا, فهناك فرق كبير بين القتل والتمثيل بالجثة بعد القتل أو الانتقام من المقتول, فهذه السيدة مريضة نفسيا.. فكيف يغتصب الزوج زوجته.. فهذا اللفظ مأخوذ من الخارج وليس متعارف عليه في مصر لأن في مصر الزوجة كلها شرعا ودينا لزوجها لقول الله تعالي :نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين.
ومما لا شك فيه أن الأحداث السيئة التي يمكن أن تترك أثرا شديد السوء علي البنت هو الاغتصاب .. وللأسف غالبا ما يقع من الأقارب ابن العم ـ ابن الخال أو أي شخص مسموح للبنت أن توجد معه مع شعور الأمان من الأب أو الأم.. فهذا الشخص المعلوم لدي البنت عندما يعتدي عليها يسبب لها مشاكل نفسية لا حد لها, وهذه المشاكل قد تنعكس عليها في المستقبل بكرهها الشديد للعملية الجنسية, وبما أن المرأة بصفة عامة تعتبر مستقبلة للعملية الجنسية,
فقد لا يشعر الزوج بهذه المشاكل لأن الزوجة تعطيه ما يريده, ولكن بدون مشاعر وأحاسيس أو متعة, هذا بالإضافة إلي أن الرجل في الشرق بصفة عامة لا يهمه شعورها أو استمتاعها, فهو لا يشعر بأن هناك مشكلة أو شيئا غير طبيعي, وهذه الأحداث المؤلمة قد تكون أحد أسباب عزوف بعض البنات عن الزواج تعرض الفتاة للاغتصاب في الصغر.
ويكفي القول إننا قمنا بعمل بحث شمل الكثير من السيدات كانت من نتائجه أن 16% من العينة لا يشعرن بلذة الجماع لأسباب عديدة من ضمنها الختان والتعرض للاغتصاب في الصغر أو كرهها للزوج وعدم شعورها بالأمان معه, وعندما سألناهم عن كيفية إتمام العلاقة الحميمة.. قالوا إنهن يمثلون أمام الأزواج لإرضاء الزوج أولا وحتي لا يتزوج عليها ثانيا. أما عن اغتصاب الزوج لزوجته فلو كنا نتحدث عن مجتمع متحضر..
فالعلاقة الجنسية لابد أن تقوم علي الود والحب والمتعة, فهي علاقة متبادلة بين الطرفين, فتحب أن يؤديها الزوجان وكل منهما لديه الرغبة في الاستمتاع.. أما أن يؤديها أحدهما إشباعا لرغبة الآخر, فهذا شيء مرفوض تماما لأنه سيؤدي إلي الكثير من المشاكل عند الطرف الذي تم استخدامه لمتعة الآخر فقط.
وكما تطلب من الزوجة أن تتحمل زوجها, فهذا الكلام تقوله أيضا للزوج, فعليه أن يتحملها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان.
وأيضا الختان العنيف يؤدي إلي شعور المرأة بالإهانة والاستهلاك, وبالطبع يجعل العملية الجنسية مؤلمة جدا للزوجة ويجعلها تكره الممارسة, ولذلك فأنا أقول للزوجين في ليلة الزفاف ضرورة تأجيل الممارسة إلي اليوم التالي حتي يكونا قد ارتاحا من عناء ليلة الزفاف ومجهودها وحتي لا يحدث الإخفاق , ولعدم شعور الفتاة بالألم نتيجة كثرة المحاولات, فهذا يترك لديها انطباعا سيئا عن العملية الجنسية, ويمكن أن يؤثر تأثيرا سلبيا عليها فيما بعد.
ويمكن أن يحدث الإخفاق أيضا بسبب اكتشاف الزوجين أنهما لا يحبان بعضهما رغم أنهما يكونان قد أخذا بعضا عن حب, ولكن كل هذا الحب يتبدد في حجرة النوم, وفي هذه الحالة تحاول بمساعدة الزوجة أن يعالج الزوج, وإذا فشلنا ووجدنا أن العملية مستحيلة هنا ننصحهم بالانفصال.
وتري الدكتورة هبة قطب استشاري الطب النفسي والعلاقات الجنسية: أن هذه الزوجة التي قتلت زوجها غير طبيعية.. فالشعور الواضح من تصرفها أنها كانت تنتقم من زوجها في صورة الانتقام من الناس الذين سببوا لها معاناة, وهي في الصغر, وبالطبع تعرضها للختان هو رأس الهرم, ولكن بشكل عام في بعض المجتمعات كشف عورة البنت أمام أهلها وأقاربها يجعلها تشعر بالامتهان وفقد خصوصية هذه الأعضاء خصوصا أن عملية الختان غالبا ما تتم بعد مرحلة البلوغ.. أي أن الفتاة تكون مدركة تماما لما يحدث لها, وهذا يشعرها بالقهر والعجز لأنها تريد أن تقاومهم, ولكنها لا تستطيع وأيضا يشعرها بالدونية.
كل هذه المشاعر تتكون لديها وتولد لديها كرها شديدا لعملية الممارسة الجنسية, وخير دليل علي كلامي جاءتني سيدة تبلغ من العمر 55 سنة قالت لي أنا أكره أمي وعلاقتي بها سيئة للغاية, والسبب أنها عرضتها وهي صغيرة لعملية الختان, فهذه أنماط شخصية, هناك نمط يعدي الأمور.. ونمط آخر يخزن جميع الذكريات, وذلك فأنا أقول للمقبلين علي الزواج إن العلاقة الحميمة لابد أن تحترم ويكون لها مواسم ولابد أن يكون هناك ملاطفة وتدرج في المسألة,
وعلي الأهل أن يتخلوا عن عاداتهم السيئة وهي انتظار الزوجين للاطمئنان عليهما, فهذا بالطبع يصيب الزوجين بالتوتر الشديد, ويمكن أن يصل الموضوع إلي درجة العقدة.. فالزوج يكون متوترا لأنه يريد أن يثبت رجولته, وبالتالي يكون عنيفا مما يجعل الفتاة تبغض هذه العملية نتيجة العنف,
ولذلك فإنني أنصح الزوجين بألا يسمعا إلي نصائح أحد لأن ليس من حق أحد أن يتدخل في هذه العلاقة الخاصة, وأن يذهبا إلي متخصصين للقضاء علي التوتر والأرق .
وأخيرا إن الممارسة الجنسية لابد أن يملؤها الود والحب والعطف لأن ربنا خلقها وجعلها راحة لكل من الزوجين.