ارتبط مرض الضعف الجنسي بالرجال فقط ولكن هذا لمرض كما يصاب به الرجال تصاب به السيدات أيضا ويتمثل لديهن في فقدان الرغبة الجنسية والرغبة في إقامة علاقات حميمة مع الأزواج ويرجع فقدان الرغبة لديهن إلي عدة عوامل
أهمها انخفاض معدلات الهرمونات في جسم المرأة, وسوء معاملة الزوج لزوجته حيث يفقدها الرغبة في الممارسة التي تعتمد في المقام الأول علي الممارسة الذهنية لا العضوية.
اكتشف فريق من الباحثين الأمريكيين أن انخفاض معدلات بعض الهرمونات في جسم المرأة يؤدي إلي ضعف الرغبة الجنسية حتي عند النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة.. الدراسة أجراها مجموعة من الباحثين من كلية الطب جامعة بوسطن الأمريكية،
أشارت هذه الدراسة إلي أن النساء اللاتي تحتوي أجسامهن علي مستويات منخفضة من التيستوسيترون والأندروجين يعانين من مشاكل في الرغبة الجنسية مقارنة بالنساء اللاتي يتمعن بمستويات عادية من هذه الهرمونات , فقد كان العلماء يعتقدون أن فقدان الرغبة الجنسية عند النساء سببه فقط الإصابة بأمراض نفسية وعاطفية تنتج عن سوء العلاقة الزوجية بحيث تفقد المرأة رغبتها في ممارسة الجنس
لذلك أظهرت هذه الدراسة أن هناك رابطة عضوية بين نقص الهرمونات والضعف الجنسي عند النساء ومن جانب آخر فإن فقدان الرغبة في ممارسة الجنس ظاهرة آخذة في الاتشار في الولايات المتحدة الأمريكية وظاهرة آخذة بالاستشراء في صفوف النساء الأمريكيات بحيث أصبح فقدان الرغبة في ممارسة الجنس من أمراض العصر حيث لوحظ أن النساء اللاتي كن يستمتعن بحياة جنسية نشطة مع أزواجهن قد بدأن يفقدن الرغبة في ممارسة الجنس بالرغم من بقاء مشاعر الحب تجاه أزواجهن ففي تقرير نشر مؤخرا في مجلة American medicac ASsociation الأمريكية تبين أن 24 مليون امرأة أمريكية غير مهتمات بالجنس.
تفيد الدكتورة 'إيلينا كامل' من جامعة شيكاغو أن الأطباء بدأوا يلاحظون وجود انخفاض كبير في الرغبة الجنسية عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين الثلاثين والأربعين أي قبل بلوغ سن اليأس وتضيف أن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلي فقدان الرغبة في ممارسة الجنس فجزء من تبعات عملية التقدم في العمر أن تبدأ الشهوة الجنسية في التراجع خصوصا عند النساء إذ يبدأ مستوي إنتاج هرمون الأستروجين بالانحسار عند المرأة من سن الثلاثين,
ومن الأسباب الأخري انخفاض نشاط الغدة الدرقية ووسائل منع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم, بالإضافة إلي الأدوية الخافضة لضغط الدم جميعها تؤدي إلي خفض الرغبة الجنسية عند المرأة إضافة إلي عامل مهم آخر وهو قلة النوم المزمنة والتي تعاني منها معظم النساء اللاتي يقمن بتربية الأطفال ومن الأسباب المهمة أن المرأة قد خرجت إلي سوق العمل وهذا أصبح إضافة إلي واجباتها الأخري فهذا الأمر أدي إلي تزايد الضغوط علي المرأة العاملة الأمر الذي أدي إلي ظهور النتائج السلبية في غرفة النوم كذلك طول فترة الزواج تجعل العملية الجنسية مجرد عمل روتيني بحيث تفقد المرأة المتعة وتضمحل رغبتها في الجنس.
وبسؤال الدكتور حسن العجيزي أستاذ أمراض النساء الولادة والعقم بطب الأزهر عن رأيه في هذه الدراسة أجاب قائلا الموضوع أكبر من ذلك بكثير ويبدأ من النشأة الاجتماعية للبنت, فإذا نشأت البنت في مجتمع مغلق وتلقت تعليمات بأن الجنس حرام وممنوع فهذا يجعلها تخشي من الاختلاط في المتعة بعد الزواج نظرا لوجود الوازع لديها بأن ذلك حرام أو ممنوع, كذلك إذا مرت الفتاة بتجربة سيئة وهي صغيرة أو فحصها طبيب بطريقة همجية فهي يمكن أن تصاب بعقدة من هذا المكان وكل ما له علاقة به فهذا بالطبع يؤدي إلي عملية الفتور في العلاقة الحميمة بينها وبين زوجها وجميع هذه العوامل ترجع إلي التنشئة الاجتماعية, بالإضافة إلي الاضطرابات الهرمونية ويدخل في موضوع الهرمونات هرمون الأندروجين ويتدرج تحت هذا الهرمون مجموعة كبيرة من الهرمونات منها التيستو سيترون فإذا زادت نسبة الإندروجين في الجسم زادت بالتبعية نسبة التيستوستيرون وزيادة نسبة هذا الهرمون تجعل الإحساس بالرغبة الجنسية مرتفعا والعكس صحيح فالنساء اللاتي تحتوي أجسامهن علي مستويات منخفضة من هذا الهرمون يعانين من مشاكل في الرغبة الجنسية, وأيضا إذا زاد هرمون الغدة الدرقية زادت معه الرغبة الجنسية للسيدات.
وهناك عامل آخر يؤثر في الرغبة الجنسية وهو ممارسة الفتاة للجنس مبكرأ فالبنت التي تمارسة مبكرا تزيد لديها الرغبة الجنسية. ومن العوامل التي تتحكم أيضا في مقدار الرغبة لدي السيدات ضبط النفس فالفتاة التي مرت بتجربة قاسية أو التي تزوجت من شخص رغما عنها تقل لديها الرغبة مقارنة بالفتاة التي تتزوج بإرادتها فالحالة النفسية والعاطفية لها دور كبير في الإحساس بالألم والخوف وبالتالي تقل الرغبة الجنسية فالسيدة تكون لديها رغبة في الممارسة ولكنها تخشي الألم وبالتالي تقل لديها الرغبة. ومن أسباب الضعف الجنسي لدي السيدات موضوع الختان للفتاة فهذا من شأنه أن يقلل الرغبة لدي السيدة. وتعد ضغوط العمل من أهم العوامل التي تقلل الرغبة الجنسية لدي السيدات وفترة الحمل والولادة إذ أن هرمونات الحمل تضعف الرغبة وفور عملية الولادة واهتمام الأم بطفلها والسهر معه طوال الليل كل هذا يعدم الرغبة الجنسية لديها,
فالرغبة لا تتحدد بميكانيكية معينة وإنما هي في الأساس عملية نفسية داخلية وهذا يفسر أن هناك نسبة من السيدات تبلغ 25% تزيد لديهن الرغبة الجنسية بعد بلوغهن سن اليأس بالرغم من انخفاض نسبة الهرمونات في أجسامهن وهذا بالطبع ناتج عن أن السيدات بعد سن اليأس غالبا ما تكون جميع الأعباء والمسئوليات التي كانت ملقاة علي عاتقهن قد خفت وبالتالي لا شيء يشغل بالهن ،
ولذلك نجد أنهن يمارسن العلاقة الحميمة بمزاج عال وهذا نشاهده في حالة السيدات كبيرات السن اللاتي يتزوجن شبابا في عمر أولادهن لتتحقق لهن الرغبة والمقصود بالرغبة هنا ليست الرغبة في الجنس بمفرده ولكن أيضا الرغبة في الحياة لأن السيدة وخصوصا العاملة عندما تكون في سن الشباب طبيعة عملها تفرض عليها أشياء معينة وتوقيتات معينة في الممارسة لوجودها في معظم الوقت خارج المنزل فعندما تكبر وتخف عنها الأعباء تتفرغ في طلب المتعة والرغبة في أن تعيش مافاتها في أيام شبابها.
ويؤكد الدكتور أسامة رشاد ستاذ الذكورة والعقم بكلية الطب جامعة عين شمس أن من العوامل الأساسية التي تفقد السيدة الرغبة في العلاقة الحميمة هي عملية الختان والظروف الاجتماعية والضغوط المالية والأعباء الاقتصادية والمسئوليات الكثيرة الملقاة علي عاتق الزوجة ويزيد من الأمر صعوبة معاملة الزوج لزوجته فإذا كانت معاملة قاسية فيها جفاء فهذا بالطبع سيفقدها الرغبة في إقامة علاقة حميمة علي عكس ما إذا كانت العلاقة يملؤها الحب والمودة فهنا ستكون العلاقة الجنسية ناجحة وتؤتي ثمارها المرجوة, فالزوج الذي يعطي زوجته الأمان والراحة والثقة في نفسها تعطي له أكثر مما يتوقع, ويمكن أن تؤثر الهرمونات في هذه العلاقة ولكننا نقول إنها تؤثر إذا وصل الأمر إلي حد المرض من شدة قلة الهرمونات في جسد المرأة.
وإنما الذي يلعب دورا كبيرا في هذه العلاقة الحالة النفسية للزوجة فهي أساس العلاقة والدليل علي ذلك أن سن اليأس لا توثر علي الحالة الجنسية للسيدة فبعض الزوجات بعد سن اليأس تكون لديهن طاقة أكبر من الفتيات في العشرينيات وهذا ينطبق علي حوالي 60 % من السيدات وتجدر الإشارة إلي أن الممارسة الجنسية تعتمد في المقام الأول علي الممارسة الذهنية لا العضوية, فالعضو ما هو إلا وسيلة لنقل الإحساس إلي مراكز المخ فالممارسة بالذهن وليست بالعضو, فلو ذهن الزوجة مشغول فهذا يشعرها بالتوتر فهنا لايكون لديها استعداد لاستقبال الحدث ولذلك فلا تصل الزوجة إلي حالة الإشباع,
فكلما تطلق الزوجة العنان لذهنها تصل إلي مرحلة الإشباع, ويجب علي الزوج أن يهيئ نفسية زوجته للعلاقة الحميمة لكي تكون علاقة ناجحة فلا يصح أن يصل هو إلي مرحلة الإشباع ويترك زوجته, فلابد أن تصل هي أولا إلي مرحلة الإشباع, لأن ترك الزوجة بدون إشباعها يؤدي فيما بعد إلي عملية الفتور في العلاقة الحميمية بالإضافة إلي أن ذلك يؤثر علي حياتها اليومية فيجعلها دائما متوترة وعصبية المزاج فتكرار عدم الإشباع يؤدي إلي التوتر النفسي والعصبي.