بغداد قد طالت سنون جفائي
وأثنيت في غسق الربيع ردائي
رحماك يا انشودة البحر الحزين
يامن تعانق شعرك بغنائي
يا من انار النور من جلبابه
وأضائت الدنيا الى الارجاء
لك الحب والقبلات والمقل
يئست عباد الله من اثناء
يا زفة العرسان في غسق الهوى
يانبت ياس طيفه بوعائي
بغداد يابلد الرصافة دوحة
من مهدها ضوء على الاضواء
عيناك سحر والرموش مرافئ
وخدودك قبس من الاغراء
قالوا بأن الحر فيك مقيد
وانتي انتي الحرة الطلقاء
قالوا نهوض الذئب مثل جلوسه
وانتي انتي الذئب في هيجاء
قالوا بأنك لن تعودي ثانيا
فرجعتي بأسا في فم الاعداء
لعنتك كل نساء قبيلتي
من عربها و كردها وكل نسائي
تغارك الشقر الجميلات التي
هي جنبك كالحية الرقطاء
هيهات يابغداد انك تنحني
قداسك عال على الانواء
وعيونك سحب تسود وتنجلي
فتغازلت بعينيها الشعراء
اغمض جفوني علني بك حالما
اجد الحلول لدمعتي وبكائي
فرجعت احمل دمعتي كميتم
ان الدموع لغنوة البؤساء
ياقبلة الاحرار في كتم الاسى
يئست ذراع الذل من اغواء
انت العروبة والعروبة ماحوت
كرم العروبة مفخر الامراء
فتدللي بغداد انت عشيقتي
وتفاخري في مجدك العلياء